توطئة
بقلم: محمد سالم بن النيه
أمين المديح النبوي في المنتدى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن المتأمل لتاريخ الأدب العربي عامة وتاريخ الشعر منه خاصة يتجلى له لا محالة كيف كان اهتمام العرب واعتزازهم بصناعة الشعر ومدى تقديسهم لمنـزلته الرفيعة بين نواديهم حيث نجد الحي من العرب في الجاهلية إذا نبغ فيه الشاعر أتته وفود المهنئين من شتى القبائل وضربت له الدفوف احتفاء بظهوره ونبوغه، كما نجدهم يقيمون المواسم الشعرية الحافلة بكبار النقاد والشعراء مثل سوق عكاظ وذي المجاز ومجنه وغيرها، وينظمون ملتقيات حاشدة في مثلها التقى امرؤ القيس وعبيد بن الأبرص والنابغة وعلقمة وأبو النجم والعجاج وغيرهم، فالشعر عند العرب كان دستور الأمة ومستوحى القيم وسجل التاريخ به تخلد الأمجاد وتصان القيم وتربى الناشئة.
وفي العهد النبوي الكريم تبوأ الشعر أعلى مكانة له على مر التاريخ حيث كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يحتفي بالشعراء ويكرمهم ويفاضل بين شعرهم فيقول أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: “ألا كل شيء ما خلا الله باطل”.
وخلع صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ على كعب بردته الكريمة حين أنشده قصيدته المشهورة والتي مطلعها: “بانت سعاد فقلبي اليوم متبول”.
وقد كادت أبيات قتيلة بنت الحارث رضي الله عنها تكون فداء أخيها النضر وكان من أشد المشركين على المسلمين، كما كان الشعر في العهد النبوي من أشد الأسلحة وقعا على أعداء الإسلام والمسلمين فأُكرم ذووه وبُجلوا واقترن بيت الشعر بحد السيف على صهوات الجياد في شتى المغازي والفتوحات، فيُنصب لحسان بن ثابت منبر في المسجد ينافح فيه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ويقول له صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : «أجب عني اللهم أيده بروح القدس» ويقول في حق شعر عبد الله بن رواحة الذي يرد به المشركين: «لهو أسرع فيهم من نضح النبل».
وفي بلادنا هذه ظل قطر شنقيط رغم بعده الجغرافي من مهد الرسالة قلعة من قلاع الشعر الدعوي والجهادي صابرة ومصابرة في وجه أعداء الدين على مر التاريخ فعرف فيها الخطاب الشعري أحسن فتراته الذهبية في الوقت الذي كان فيه الشعر في بلاد أخرى يعاني مخلفات عصور الانحطاط، فحَفظت دائما للشعر العربي نضارته وتألقه المعروفين له.
واليوم وبعد صولة أعداء الإسلام علينا معاشر المسلمين بارتكاب تلك الفعلة الشنعاء التي تمثلت في الرسوم المسيئة للأمة الإسلامية وإعادة نشرها أقول بعد ذلك الإجرام ها هي سهام الشعر موتورة في وجوههم ولهي أشد عليهم من وقع النبل كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
ولكي لا يؤتى المسلمون من قبلنا ونحن على ثغر من ثغور بلاد الإسلام ها هو المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ برئاسة مجدد العصر إمامنا الشريف الصعيدي الشيخ علي الرضا بن محمد ناجي يقيم منبرا شامخا لمدح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ والمنافحة عنه ورد المستهزئين الحاسدين وقد تجلى ذلك في المهرجان الشعري الحاشد الذي أقيم بدار الشباب القديمة مساء الإثنين 24 صفر 1429هـ 03/03/2008م.
وقد افتتح هذا المهرجان بكلمة قيمة رائعة لرئيس المنتدى الشيخ علي الرضا بن محمد ناجي حفظه الله تعالى ورعاه ألقاها عنه بالنيابة الأمين العام للمنتدى الإمام/ محمد محمود بن بدي، بعدها تتالت كوكبة من الشعراء المجيدين على هذا المنبر الكريم.
فإلى وقائع هذا المهرجان: