الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى
تاريخ موريتانيا الإيجابي يتواصل بأمر من الشيخ علي الرضى بن محمد ناجي حفظه الله ورعاه وسننشر اليوم على بركة الله ترجمة للعلامة المختار بن أشفغ موسى اليعقوبي إن شاء الله تعالى
الله المستعان وعليه التكلان
ترجمة العلامة المختار بن أشفغ موسى
هو القاضي الأول، والعلامة المبجل، من سارت بذكره الركبان، وشهد له بالفضل والمجد الأعيان، سليل الأقمار الزاهرة، ووالد البحار الزاخرة، من آتاهم الله في القضاء فصل الخطاب، وفاقوا في العلوم والمعارف والآداب، وازدان بعقدهم المختصر، وبان بنظمهم التسهيل وظهر، وكانت مؤلفاتهم كفافا في نيل العلوم، وسلما ووسيلة لدرك الفهوم، وهي للمختشي من درن الذنوب، مطهرة القلوب، وما آوى لتلك العين الثرة باحث عن السداد، إلا حالفه منها الظفر بالمراد، وما صادفها ذووا البصائر والإعتبار، إلا نالوا البشائر بإنارة الأفكار وإشراق القرار.
ينتمي المختار بن ألفغ موسى بن يعقوب بن أبي موسى بن يعلى ابن عامر إلى بني يعقوب، وجدهم ابهنضام ـ الجد الجامع لبني يعقوب ـ أحد الخمسة الذين أنشأوا حلف تشمشَ، وينتسب بنو يعقوب إلى جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم .
قال العالم النسابة المؤرخ المختار بن حامد في موسوعته: “ونسبهم في بني عبد الله بن حسان من عرب المعقل المنتسبين لجعفر رضي الله عنه”، وقال في قصيدته النونية المشهورة:
والجعفرية في حسان حققها
في “طلعة المشتري” حبر كفى المونه
لو قد رآها ابن خلدون فطالعها
لما تريب في الأمر ابن خلدونه.
وقال القاضي محمد ولد عابدين الصعيدي في رثائه للعلامة سيدي محمد ولد آبيه:
تناجله البدران من آل هاشم
علي أمير المومنين وجعفر.
وقال العلامة الشاعر امحمد ولد الطلبه في مقدمة نظمه لتسهيل ابن مالك:
قال الجدير بالجفا الفقير
لرحمة الرحمن والحقير
محمد المعروف بابن الطلبه
هيئ له يا رب أسنى طلبه
جم العيوب مدمن الذنوب
الهاشمي الجعفري اليعقوبي.
وقال الشيخ محمد المامي كما في خبر الموسيين:
ورثتم جدودا من جدود رواجح
إلى جعفر الطيار حلو الشمائل
وقال الشيخ محمد عبد الله بن تكرور الموسوي في مقدمة نظم له في البيع:
فمن بني يعقوب ذو اشتهار
نسبهم لجعفر الطيار.
وقال العلامة مولود بن أحمد الجواد، يعني ابنه أبا محمد:
ألا مرحبا مرحبا مرحبا
ببدر بدور بني زينبا
ألا مرحبا بابن بنت الذي
به مرحب لم يجد مرحبا.
وقد اشتهر بنو يعقوب بالعلم والفضل في تاشمش وغيرهم، ويندر قوم اجتمع فيهم من العلماء والشعراء ما اجتمع فيهم، قال العلامة محمد بن حمين اليدالي من قصيدة له يذكر فيها بعض علماء ومؤلفات اليعقوبيين:
فقد أسسوا في ذلك البدو رحلا
محاظر صين العلم فيهن وانتشر
تخرج منها الستة الشعراء من
لشعرهم فضل على كل من شعر
وفيها نشا قاضي اعل شنظوره وارتقى
وأبناؤه القاضون سادتنا الغرر..
وأبدى لنا ابن الطلبة درا منمنما
يلذ لدى أهل النباهة والسمر
فبذ ابن ثور فيه وابن ضرارهم
ومِن بذِّنا هذين نفخر من فخر..
ونظما وشرحا للجوادي فائقا
نظام السيوطي في الأصول قد اشتهر
ومرجان “مرجانية” من مديحه
تحلت بها الأجياد والسمع والبصر
ومن ذلك البدو اكتسبنا “كفافنا”
و”رحمة مولانا” وأصلا لها “الظفر”.
وقال الشيخ أحمد بن الأمين العلوي في الوسيط عند ذكر امحمد ابن الطلب: “ينتهي نسبه إلى سيدنا جعفر بن أبي طالب ذي الجناح شهيد مؤتة، وأظن أنه من ولد عون بن عبد الله بن جعفر الجواد المشهور، فاق أقرانه في العلم والكرم وجودة الشعر، قال فيه العلامة الكبير محمذ فال بن متالي التندغي: “هذا عربي أخره الله”، ولا تكاد تعد طبقة، إلا بدأت به في أولها، إذا عد الكرام فهو حاتمهم، أو العلماء اللغويون، فما هو بدون ابن سيده، وكل أخباره يكتب بالذهب. وإنما لقب بيته بالطلبَ، لأنهم كانوا أعلم أهل ناحيتهم، فكانت الناس ترحل إليهم في طلب العلم”.اهـ
وكما قال صاحب الوسيط فقد عرف بيت آل اشفغ موسى بالطلبه، يقول المؤرخ أحمد سالم بن باكا: “الطلبه لقب لكل بيت من الزوايا تفرد في عصره بالعلم والورع والجاه فلقب به بيت المختار بن موسى بن يعقوب”.
وقال العلامة محمد يحي بن ابوه في ترجمته للعلامة محمد مولود بن أحمد فال ــ كما في “خبر الموسويين” ــ: “وجد المترجم محمذن فال فوق من ذكروا علما وشهرة بذلك، وأبوه الأمين وأبوه المختار وأبوه الفقيه موسى معروفون بذلك، وهم أهل الطلبه قيل إنهم انفردوا بالعلم والمشيخة حتى عرفو بهذا اللقب ومعناه الأشياخ، فللعلم في هذه القبيلة ما يقرب من نحو أربعمائة سنة، ولا علم لنا بما قبل ذلك فيحتمل الزيادة على ذلك”.
وقال الشيخ محمد المامي في الدلفينية يعني محمذ آب العلم بن المختار بن أشفغ موسى:
وما محمد ابن الطلبه ناقله
عن المطاعن في ذاك الطواعين.
وقال الدكتور محمد المختار ولد اباه في كتابه “الشعر والشعراء في موريتانيا” ضمن ترجمته لامحمد بن الطلبه قال: “هو الموسوي اليعقوبي ينسب الى الطلبه، لأن والده وجده كانا شيخي مدرسة من أرفع محاضر الناحية التي يسكنون فيها، كما أن فخذه من اليعقوبيين هم أبناء أشفغ موسى، عرفوا بالتبحر في العلوم الفقهية واللغوية فتوارثوا التدريس والقضاء أبا عن جد”.
وقال الدكتور يحي بن البراء في توطئته لكتاب “خبر الموسويين”: “أسرة أهل أشفغ موسى بن يعقوب بن أبي موسى كانت طيلة القرون الأربعة الماضية على الأقل مثوى العلم والقضاء والفتوى والتدريس في هذه الناحية من الأرض، فهي أسرة من الأسر القلائل التي باض العلم فيها وأفرخ، على مر أجيال وأجيال حتى صارت في ذلك مضرب المثل بين الناس، وحتى صار لقب ممتهن العلم القائم بأمره علما عليها اشتهارا وغلبة”.
ووالد المختار هو القاضي المشهور أشفغ موسى قال يقوى الفاضلي:
أشفغ موسى والد الأقيال
للخمس كاليمين للشمال.
وقال عنه المختار بن حامد في موسوعته: “كان علامة جليلا مدرسا قاضيا مفتيا صالحا شهيرا، وفي ولده العلم والقضاء المتسلسل خلفا عن سلف، منهم ابنه المختار العلامة الصالح الزاهد الورع المدرس وأولاده محمذ آب وأحمد تكرور والأمين وكلهم علماء أجلاء مدرسون”.
ومن تحقيق الأستاذ الأمير ولد آكاه لنظم مدافن إيكيد للمختار بن جنكي: “وفى فتاوى أَحمد بن العاقل فى أهمية زكاة الفطر ما معناه: “وكان ألفغ موسى زمنا فى البادية وزوجته حامل وبحاجة الى الزرع بعد النفاس للدواء، والحال أن عنده ثلاثين مدا من الزرع، وحانت زكاة الفطر فلم يدخرها بل أعطاها فى الزكاة، فولدت له المختار من ذلك البطن””.
أما والدة المختار فهي الصالحة الفاضلة حنانة بنت الولي الصالح أشفغ أوبك التامكلاوي، وهي أم محنض الغالي بن أحمد دوله اليدامي شهيد شربب كذلك، قال العلامة محنض باب بن أمين في نظمه لبنات اشفغ اوبك بن اشفغ مكر:
أما حنان فهي أم ابنين
منتميين لفصيلتين
هما بنو أشفغ موسى وإدَوْ
دامَ الألى اقتدوا بمن قد اهتدوا.
وقد اشتهر صلاح بنات أشفغ أوبك، وقيل إن أباهن كان يشم بطونهن ويقول: في هذه رائحة الجهاد، وفي هذه رائحة القضاء، وفي هذه رائحة السم، وفي هذه رائحة السر.
وورد ذكرهن في أنظام لبعض العلماء من أمثال العلامة محمد فال بن محمذ (ببها) والشيخ أحمدُّ بن اسليمان، والعلامة محنض باب بن امين وغيرهم، وقال محمد فال بن عبد اللطيف في كتاب الأنساب: “وقد سمع جدنا الشيخ أحمد بن الفاضل منشدا ينشد في النوم:
بناصر الدين الذي بأوبكِ
يدعونه وخالنا وحوبكِ
تنغْوس أيضا زكت فيمن زكي
وهينيا حنان بدر الحلكِ
فهؤلا بنات أشفغ اوبكِ.
وللعلامة امحمد بن أحمد يوره أبيات مشهورة في ذكرهن وأبنائهن وهي:
عج بالكبير أبي الكرام الكمل
وأبي البنات وهن حرز المنزل
وولدن كل مجاهد ومشاهد
سر الغيوب وكل قاض أنبل
مثل الذي بسيوفه وزحوفه
رد الأنام إلى السبيل الأعدل
ومنير دين المصطفى وشقيقه
وردا الحمام مع الرعيل الأول
والمشتفى ببروقه وبريقه
من كل ذي حمة وداء معضل
والموسويين الألى قد فصلوا
حكم القضاء بكل حكم فيصل
والنظم ضاق ببعضهم فحذفته
ولربما حذف الذي لم يجهل.
قال العلامة الشاعر أحمدُّ بمب بن أحمد بن الأمين بن العاقل في “الصلة المبرورة في شرح شعر ابن أحمد يوره”: “البعض الذي حُذف هو العالمان الوليان الشقيقان خالنا وحوبك ابنا الفالِّ بن المختار، وإنما لم يذكرهما تباعدا عن تزكية النفس على العادة الديمانية لقرابتهما منه”.
ومن المعلوم أن والدة امحمد هي الولية امنيان بنت محمد فال بن والد ابن خالنا.
وقد ترجم المؤرخ أحمد سالم بن باكا في كتابه “تاريخ إمارة الترارزه” للمختار بن أشفغ موسى فقال: “وأما المختار بن أتفغ موسى فها أنا أذكر ما وقفت عليه من ترجمته وترجمة أبيه معزوا إلى محاله قال والد بن المصطف بن خالنا علما في كلامه على أقسام العلماء ما نصه:
“فمن العلماء من يتحرج في الدين ويشدد في الأحكام الشرعية ويتوغل فيها ورعا واحتياطا وتكلفا وتحفظا في الدين امتثالا واجتنابا واجتهادا في التقوى التي هي ترك ما لا باس به خوفا مما به باس، وابتغاء للورع الذي هو ترك ارتكاب الشبهات خوف الوقوع في المحرمات، ومنهم من يلين للناس ويرخي طرق الشرع ويلتمس لهم أيسر وجوهه وأرفقها وأوسع أقوال المذهب وأهونها امتثالا للآية: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)، وآية: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، وحديث: “سددوا وقاربوا ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا”.. فالقسم ألاول كالفقيه موسى اليعقوبي، فمن ورعه ما حدثني به حفيده محمد بن شيخنا المختار أن رجلا ذبح بقرة وأهدى له عظم صدرها كما يفعل لأمثاله عادة من العلماء والرؤساء، وكانت له بنت حامل فلما وضع العظم بين يديه اهتم برده لواهبه ــ تورعا ــ ولما أراد أن يرده قالت له زوجته: لا تقتل ابنتك من يسير فلعل نفسها تبعت ما اشتهته فإنك إن رددته لا يومن عليها منه أفلا تتقي الله في حقها كما اتقيته في العظم ولم تزل تحاوره في ذلك حتى ساعدها على إمساكه، فصنعوا للبنت منه صنيعا فأكلت منه وأرادت أن تمسح وجهها بيديها كالعادة فقال: إن التلطخ بالنجاسة لا يسوغ فحسبك ما تقدم من جراء الضرورة” انتهى بحذف يسير.
وفي كلام والد على أقسام العلماء المتقدم ذكره: “قيل إن شيخنا المختار استضاف يوما قوما بتلامذته وفيهم ابنه محمد فأضافوهم وأتوهم في الليل بآنية من لبن، ووضعوها عند رؤوسهم وهم نائمون لا يشعرون، فبينما هم نيام إذ نبههم صوت ولوغ كلب يلَغ في أحد الأواني فميزوه ونحوه عن سائر الأواني إذ كرهته أنفسهم وقال قائل منهم “ردوه لأهله أو اطرحوه أرضا” أي أريقوه، بمسمع من الشيخ، فأنكره عليهم فقال لهم: “أما إهراقه فلا سبيل إليه أما تسمعون قول الإمام مالك رحمه الله: أراه عظيما أن يعمد إلى رزق الله فيراق” إلى آخره. اهـ.
وكان الفقيه المختار فخر مصره، وبدر عصره، وواسطة الأسلاك، ونادرة الأفلاك، كما وصفه جدنا العلامة المؤرخ والد بن خالنا الذي قال في ذكر كرامات الولي الصالح المشهور أحمد بازيد: “فمنها أن ابنته مريم كان يثني عليها خيرا ويطريها أي إطراء ويباهي بفضلها، وكان يقول “ابنتي هذه كناقة بني فلان يعني في عموم نفعها في حال حياتها وبعد موتها”، والناقة قيل إن أهلها حجوا على ظهرها ذات مرار سبعا أو تسعا، ثم لما كان يوم موتها أخذت تتشحط، فبينما هي تعالج سكرات الموت وتتقلب يَمنة ويَسرة إذ أثارت لهم برجلها قُلة مشحونة من نفيس الذهب الإبريز، وبيان تشبيه المرأة بها ووجه التناسب بينهما أن المرأة لما ولدت أولادها وانقضت سنو ولادة أمثالها زعمت هي والناس قاطبة أنها أنهت الولادة وصارت حيزبونا، فدامت كذلك عشر سنين ثم بعد اللتيا والتي ظهر بها حمل من بعدما وبعدما وبعدِمت، فأوجست في نفسها وقالت “أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ” “أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ”، وحسنت الظنون بالحمل واشرأبت إليه الأنفس فمنهم قائل إن لهذا الحمل لشأنا، ومنهم قائل لعله الذي يشير إليه أبا بزيد، ثم قدر الله منه جارية فكفرها بعضهم أي كفران جهلا وعنادا، وحمدها بعضهم تحقيقا وعبودية وعدوها نعمة، وبعضهم يقول هي خير من العدم، ثم لم تزل كذلك حتى ساق الله إليها خيرا فتزوجها الفقيه المختار وهو بدر عصره كما أنها هي شمس دهرها فوافق شن طبقه، فهما واسطة الأسلاك، ونادرة الأفلاك، وهما كما قال الشاعر:
ألا لا أرى إثنين أحسن شيمة
على حدثان الدهر مني ومن جُملِ،
فكان منها ما ترون والحمد لله من أئمة علماء أجلة فضلاء متعنا الله بهم وأفاض علينا من بركاتهم وجاد لنا بكثرة أمثالهم آمين، فكان هذا مصداق قول أحمد بزيد”.
وفي تحقيق الأستاذ الأمير ولد آكاه المذكور عند قول الناظم:
ومنهم المختار نجل ألفغا
موسى المحاكي في العلوم أصبغا:
“وعمّر المختار فى وقار وأدب وسكينة، قضى للأمير اعل شنظور(ت 1139هـ) الذي جاءه عند بئر إرشيش جنوب تنياشل على بعد 4 كلم تقريبا للقيام بمهمة القضاء، ومما جرى بينهما اقتراح الفقيه على الأمير نصب إمام للجهاد والمختار من أجل علماء زمانه سياسة وقضاء وورعا وزهدا، وهو فقيه زمانه، وله صلات بعلماء مصر، وعاصر المختارُ مسكه بن بارك الله وسيدي عبد الله بن محم العلوي (ابن رَازْگَ) والقاظ بن اعلمم السباعي. وأخذ عنه الفقهَ محَمّد اليِدّالِيّ ومحَمّد العاقل، وروى المختار وهو صبي عن ابن خالته ناصر الدين، حين قدم عليه مع أمه حنانة بنت ألفغ اوبك التمكلاوي، كما ذكر ذلك محَمّدْ اليِـدّالِيّ. وللمختار أخ هو محمذ الفاضل (الفالّ)، وأخوه لأم محنض الغالي بن أَحمد دوْلَ اليدامي، وكان المختار يوزع زمنه على ثلاث فترات: فترة للقضاء وأخرى للراحة وتناول المباح وأخري لطاعة الله تعالى. وأوصى المختار أبناءه على التعلم وأنه ترك لهم بركة فيه ولهذا قال العلامة آد محَمّدْ مولود بن أحمد فال الموسوي:
من لم تكن همتَه التعلّم
والاتّباع من بني ألفغ مو(سى)
قبحه الحاكم والمحـكّم
والاولياء والمقام الاعـظم.
أما أبناء المختار فهم: ءابّ دفين انتفاشيت، وببان والأمين، وكلهم علماء، وأمهم سخنَ بنت المصطفى بن يعقب العمامية واشتهروا جميعا بالقضاء، ويدل على ذلك ما يكتبه الأمين فى فتاويه: كتب الأمين القاضي بن المختار القاضي بن ألفغ موسي القاضي، وخلف ألفغ موسى: المختار ومحمذ الفاضل. وآل ألفغ موسى أسرة معروفة بالعلم والصلاح والقضاء المتسلسل، ولهذا صارت لهم مكانة مرموقة بين مختلف طبقات المجتمع، يقول المامون بن محمذ الصوفي:
يا آل موسى لا تزل حضراتكم
وظلال حلتكم محط الأرحل
لا تبرحن نارا القراءة والقرى
فيكم بني موسى هدى للنزل.
ونقش مُحمد بن تكرور نفس بيت المدافن هذا على ضريح المختار قبيل استقلال البلاد(1960م)”. اهـ.
وقال الأستاذ أحمد سالم ولد محمد يحظيه في ترجمته للعلامة محمد مولود بن أحمد فال: “أما أسرة المؤلف (آل الفغ موسى) فقد تبوأت مكانة عالية في مجالات العلم والقضاء والإفتاء ومما يشهد لذك أن أحدهم كان يكتب في الأحكام القضائية: كتب القاضي فلان ابن القاضي فلان.. إلى سبعة قضاة”، وقال عند ذكر المختار: “هو المختار بن ألفغ موسى، كان من أجل العلماء وأعظمهم مكانة فقد نصبه الأمي راعل شنظورة للقضاء، اشتهر بالعلم والورع، يقول المختار بن حامد: “منهم ــ يعني آل الفغ موسى ــ ابنه المختار بن الفغ موسى العلامة الصالح الزاهد الورع المدرس..”، ويقول الدكتور محمد ولد أحمد مسكه: “وكان المختار بن الفغ موسى علما من أعلام العلم والصلاح في دهره”، اهـ.
وقال عنه الدكتور يحي بن البراء في المجموعة الكبرى: “فقيه وقاض من قبيلة بني يعقوب (أهل اتفغ موسى)، أخذ العلم عن أجلة من علماء عصره كالفالي بن بو الفالي الحسني (شيخ الشيوخ) وأتفغ مينحن بن مودي مالك الديماني، وكان منشغلا بالدرس والقضاء علامة زاهدا. وكانت تربطه علاقات علمية بعلماء عصره من أهل بلده بل ومن خارجه مثل شيخ المالكية في الديار المصرية محمد الخرشي، أخذ عنه ابنه محمذن آب، شارك في شربب شابا مع ابن خالته ناصر الدين وجرح فيها، واستقضاه الأمير التروزي اعل شنظوره بن هدي بن أحمد من دامان لما حل ألغاز علماء المغرب العلمية التي بعث بها السلطان العلوي ملاي إسماعيل مع محلة العروسي.. واشترط السلطان أن المحلة لا تعين إلا للفريق الذي استطاع علماؤه الإجابة عن تلك الإشكالات فظفر اعل شنظوره بالمحلة التي استرد بها الإمارة وقد عرفت إجابات المختار فيما بعد بأجوبة “اكتب ورْ تخشض”، وهي بالصنهاجية تعني اكتب ولا تخش.. . اهـ
وفي فتاوى المختار الواردة في “المجموعة الكبرى” المذكورة ما يدل على تعظيمه وتوقيره لشيخه الفقيه مينحن، فقد جاء فيها: “يقول المختار بن ألفغ موسى اليعقوبي في جواب شيخه مينحن في سؤاله له عن حكم الأحباس: “وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. أما سؤالكم عن حالي فأنا والحمد لله على خير وعافية أبقاكم الله لنا ذخرا، ننفق منه دهرا. أما ما كنتم تلتمسونه من نص النازلة ليس عندي فيها ما يثلج الصدر، لكنني لا يمكنني الإعراض عن جوابكم ولو بما هو كالضروري في علم تلامذتكم.. إلخ.
وقد درس على الفقيه مِينَنْحْن من الأعيان غيره: الشيخ محَمّدْ اليدالي، ومسكه بن بارك اهلم، ومحَمّدْ الكريم ابن الفاضل بن الكوري، ومتالي ابن بلَّ، وسيد عبد الله بن محم العلوي المعروف بابن رَازْگَ، والماح بن الحسن دوبك، والأمين بن الماح.. .
ومن تحقيق ديوان امحمد ولد الطلبه: “المختار قاضي تشمش ومعلمها ، أسند إليه الإمام ناصر الدين تلك المهمة”.
ومن كتاب “خبر الموسويين المتأيد بتزكيات القاضي محمد موسى بن احميد” للأستاذ يعقوب “اليحيوي” بن محمد موسى ــ مع اختصار ما ــ أن المختار “اتجه إلى محظرة شيخ الشيوخ الشريف الأمين بوالفال التنواجيوي نسبا الحسني وطنا رغم بعد مسافة المحظرة التي يقصد وشدة حاجة أسرته إليه إذ كانت له ثلاث أخوات لا معيل لهن غيره .. ولم يكن لهن من المراكب إلا ثور واحد، ومكث في محظرة الشيخ الأمين بو الفال برهة من الزمن ومما يدل على علو همته وجده في طلب العلم أنه خلال فترة دراسته عند شيخ الشيوخ بو الفال المذكور جاءته ثلاث رسائل من أخواته بين كل واحدة والأخرى حوالي سنة، فلم يقرأ تلك الرسائل إلا في نهاية دراسته خوف أن تشوش عليه فلما أنهى دراسته رجع إلى الرسائل، ففتح الأولى وإذا فيها أن الثور مات وأن المعاش صعب ولا معين حتى صرن يباشرن جلب الماء بأنفسهن فسالت دموعه ورأى الثانية وإذا فيها أن الأحوال قد تحسنت وأن الأخوات قد تزوجن فضحك، وفتح الثالثة فإذا فيها أن الحال على أحسن ما يرام وأنهن يطلبن منه أن لا يبرح حتى يكمل دراسته، تضلع المختار من علوم ومعارف شيخ الشيوخ آنذاك الفالي بن بو الفالي الحسني صحبة مسكة بن بارك الله والقاضي بن اعلي مم السباعي يقول العلامة محمد عبد الله بن البخاري في كتاب العمران: “وقال سيدي عبد الله “ابن رازكه” يوما عند مسكه فغداه بالزرع وكانت التحفة عنده اللحم، فقال سيد عبد الله لمسكه هب لي قاموسا فأعطاه له، ثم أعطاه سيد عبد الله للمختار بن ألفغ موسى وهو من أبناء عم مسكة المشهور بالعلم والصلاح والإستقامة فرجع المختار إلى مسكه، فقال له: أعلم بيني وبين الله أنه لا حق لأحد فيه غيرك فقال له مسكه: أمسكه عليك فما أخذته إلا لأهبه لك فأخذه، وأخذ المختار أيضا عن الشيخ مينحن بن مودي مالك، كما يعد الشيخ الأمين العتروسي، وهو عالم جليل من قبيلة الطلابه، من المشايخ الذين أخذ عنهم المختار فقد ذكر ابن الفلالي في كتابه “العمران” في معرض كلامه عن مسكه بن بارك الله ما نصه: “ومن همته وطلبه للعلم أنه كان مع المختار بن أشفغ موسى العلم الشهير، فسمعا أن العتروسي العالم الشهير في الظاهر الباطن أتى لبلد قريب منهم، فقال مسكه للمختار: امض بنا إليه ليفيدنا، فقال المختار: لا أظنه يفيدنا بشيء ليس عندنا، فأبى مسكه إلا المسير إليه فلما أتياه وانتهى سلامهما عليه ناولهما طعاما فقالا إنا صيام، فقال تطوعا قالا: نعم فقال: “كوالد وشيخ وإن لم يحلفا”، فقالا له: لست بشيخ لنا ولم نرك قبل الآن، فقال لهما: إن من كان أهلا لذلك يكون شيخا وإن لم تعرفه قبل ذلك، فأفادهما بهذه المسألة وكذلكم أراد مسكه..، والعتروسي هذا هو أول من حل إشكال ثلاث مسائل أو أربع من الشيخ خليل في هذه البلاد نسيتها، وكانت عندي بخط أحمد مسكه عمي أو أحمد مسكه جدي”.
والشيخ الأمين العتروسي هذا هو شيخ أبناء المختار محمذ (آب العلم) والأمين وأحمد تكرور، بعد وفاة والدهم، وفي سفر آب إلى الشيخ المذكور وهو في المناطق الشرقية إذ ذاك لاقى من الشدة والعناء ما أدى إلى سقوط أظافر رجليه، فكان هذا مصداق كشف أبيه الذي كان كان كثيرا ما يقول لأبنائه: “اطلبوا العلم من قبل أن تسقط أظافر أرجلكم العشرة”..
وقد بعث له ملك المغرب كتبا لم يبق منها إلا نسخة نادرة من كتاب زبدة الأوطاب لميارة وهو اختصار للحطاب وعليها خط المختار وهي في مكتبة أحمد سالك بن ابوه، ومصحف مكتوب بماء الذهب يعرف ب “بودسْمه في مكتبة الشيخ محمد عثمان بن محيي الدين.
وقال العلامة أحمدو بن التاه بن حمين في نظمه “تبصرة الأعيان بأمراء بني أحمد بن دمان عند كلامه على الأمير اعل شنظورة”
وهو أول أمير نصبا
لدى القضاء قاضيا مرتبا
إذ نصب المختار نجل أشفغا
موسى إمام الفصحا والبلغا
وكان قسم بأمره البلاد
بين تشمشه لاغتلال باجتهاد”.اهـ.
وعن إسناد الأمير اعل شنظوره للمختار بن أشفغ موسى أمر تقسيم الأرض يقول الأستاذ محمد فال بن عبد اللطيف في كتاب الأنساب: ” ويبدو أن تشمشه تقاسمت إيكيد بصفة نهائية في عهد الأمير اعل شنظوره ففي وثائق اليعقوبيين أن اعل شنظوره قال للمختار بن ألفغ موسى: الأرض أرضك و أنت سيدها.. “.
وقد توفي القاضي المختار سنة 1139) هـ)، ودفن بتنياشل، قال الدكتور أحمد (جمال) ولد الحسن في تحقيقيه لكتاب إخبار الأحبار بأخبار الآبار للعلامة امحمد بن أحمد يوره عند ذكر تنياشل: “تنياشل على بعد حوالي 60 كلم إلى الجنوب الشرقي من نواكشوط، وبها مدفن عظيم فيه أشفغ عبد الله بن عمر بن يعقوب الأبهمي شيخ اليدالي، والمختار بن أشفغ موسى اليعقوبي، والمختار بن محمد الكريم الفاضلي، والفاضل اكدمهم الشقروي، ومحمد فال بن أحمد بن العاقل وغيرهم، وهي المذكورة في قول ابن الطلبه اليعقوبي :
ألا حي دورا بتنياشل
عفت غير آريها الماثل
فلو كنت أبكي لشيء مضى
بكيت على دهرها الزائل.
قلت والأبيات في ديوان امحمد بن الطلبة المطبوع مع شرح وتحقيق الشيخ محمد عبد الله بن الشبيه بزيادة بيت بعد الأول وهو:
منازل هيجن ما لم تهج
منازل ماويّ بالحائل.
وقال المؤرخ أحمد سالم ولد باكا: ” قلت وقد زرت هذه المقبرة ــ تنياشل ــ في شوال سنة 1393هـ أي في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وألف هجرية، فلما طوفت في تلك الأجداث انكشف ما كان بي من الغم وانشرح صدري”.
ومحمذ آب هو الذي قال فيه القطب سيدي محمد الشريف الصعيدي: “أمسكهم اليعقوبي”، يعني الكمل السبعة الذين سبقوه لهذه الأرض، وهم كما في “لطائف التعريف بمناقب الإمام سيدي محمد الشريف” للقاضي الشريف محمد ابن عابدين: اندكسعد الجد الجامع لقبيلة تاشدبيت، وحمدي بن الطالب اجود الشريف نسبا الحاجي وطنا، ومحمذ آب بن المختار بن أشفغ موسى الموسوي، والمختار بن أشفغ حيب الله، ومحمد اليدالي، وناصر الدين، وأشفغ أوبك. وعن الشريف محمد الامين ابن عابدين: أشفغ مكر التامكلاوي.
وقد استمرت العلاقة التي ربطت بين المختار بن أشفغ موسى والأمير اعل شنظوره وطيدة بين أبنائهما من بعدهما، وتدل على ذلك هذه الأبيات الرائعة التي أرسلها العلامة القاضي الشاعر امحمد ولد الطلبه إلى الأمير العادل محمد الحبيب بن أعمر بن المختار بن الشرغي بن اعلي شنظوره، في جواب رسالة منه كما في تحقيق ديوانه:
ألا أبلغ محمدنا الحبيبا
سلاما مثل نفح الطيب طيبا
تحية ناصح لك ذي وداد
يرى ما قد مناك له مصيبا
أيا زين الندي ومن يجلي
بطلعته إذا دجت الخطوبا
فلا تجزع من الحدثان واصبر
لما لا بد يوما أن يصيبا
فلا تدع السلاح فإن فيه
لأهل الدين عندكم نصيبا
بذبكم الغوائل عن ذويه
إذا عدموا لحادثة نصيبا
فلا عدمت بنو دامان يوما
ولا تاشمش منظرك النجيبا.
وجاء في المجموعة الكبرى للدكتور يحي بن البراء في جزء التراجم عند ترجمته للعلامة المشهور شيخ الشيوخ محمد مختار (ابوه) بن حبيب الله بن محمذ (آب) بن المختار بن أشفغ موسى: “وهو شيخ الأمير التروزي اعل بن محمد لحبيب، وكان قال له: “لاخوف عليك مادمت حيا”، فلما توفي محمد مختار ــ ابوه ــ وبلغت وفاته اعل هذا قال: “سأموت عن قريب”، فمات بعده بخمس عشرة ليلة”.
وكذلك قامت علاقة وطيدة بين الشيخ سيدي مولود فال والأمير محمد لحبيب، وغير هؤلاء كثير.
وقد تسلسل في آل أشفغ موسى العلم والقضاء والصلاح والفضل والمجد، والمكانة المرموقة بين الناس، شهد لهم بذلك العلماء والشعراء والمؤلفون، فمن ذلك مثلا ــ كما في “خبر الموسويين” ــ ما كتبه العلامة يحظيه بن عبد الودود رضي الله عنه: “الحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده، أما بعد فكون آل المختار بن أشفغ موسى قضاة هذا الإقليم المسمى ب”الكبل” أي أرض تشمش والمغافرة أي بني أحمد بن دامان وغيرهم من الترارزة مشهور بلغ مبلغ التواتر، فيشهد به الغائب والحاضر، وخصوصا المعم المخول علامة زمانه ومحرر أوانه وفائق أقرانه محمد موسى”.
و منه كذلك ما كتب لمرابط محمد سالم بن المختار بن ألما: “الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد نبيه وعبده، أما بعد فإن جلالة آل أشفغ موسى أشهر من أن تذكر، وأوفر من أن تحصر، فهم شمس القضاء كاشفة دونها كل حاحب، ولهم لواء العلم والفضل في المشارق والمغارب”.
وقال العلامة محنض بابه بن أمين منوها بطباعة أحمد سالك ابن أبوه لمجموعة آد الفقهية:
سفر من الرحمة انضم الكفاف له
در من العلم منظوم ومنثور
يا اآل ألفغ موسى إن عقدكم
عقد لعمري صحيح الفقه مشهور.
وقال فيهم العلامة محمد سالم ولد عدود:
أبناء موسى إسوتي في ديني
ومروءتي في شدة أو لين
وهم الذين إذا دعوت تسارعوا
لإجابتي وعنوا بما يعنيني
وهمُ حماي إذا هضمت وعدتي
وهم فصيلتيَ التي تؤويني.
وقال العلامة محمد الحسن بن أحمد الخديم مخاطبا القاضي المختار بن محمد موسى:
إلى من هو المختار والحكم الترضى
حكومته الندب الموديه والفرضا
سلام يحييكم بغاية أنكم
بعلم وجود صنتم الدين والعرضا
تصانيفكم فيها كفاف ورحمة
ومطهرة من عيب أفئدة مرضى
وبر وإحكام المقال وأدبة
وحض على قرض لمن يضعف القرضا
ونظم لتسهيل الفوائد نحوه
عزيز وآداب على المسلك الأرضى
أولئك إخواني وأخوالي الألى
ببذل الأيادي والهدى عمروا الأرضا
فطارت بها شرقا وغربا علومهم
وعدلهم قد عمها الطول والعرضا
وكم فيهم والعود أحمد سالك
سبيل العلا في بذله العين والعرضا
فدمتم كما كنتم ومن شر حاسد
وقيتم ولا زلتم على منهج يرضى.
وقال العلامة كراي ولد أحمد يوره:
وليس رد البدعة النكراء
إلا لتلك الأسرة الغراء
للموسويين الذين فصلوا
حكم القضا فالحكم منهم فيصل
فهم دعاة الناس للنهج الأسد
والشبل لا يكون إلا كالأسد.
وقال العلامة اباه بن عبد الله في تقديمه لكتاب “خبر الموسويين”:
سراة بني موسى حماة القضا أصلا
فكم قد حوى حكم القضاء بهم فصلا
وما لهم عن منهج الحق صارف
فكيف وقد ضموا لمعرفة عَدلا
تقاصر عن يعقوب كل مساجل
فما إن ترى غرب المسامي لهم سجلا
فلا زال فيهم عامرٌ وابنُ عامرٍ
بيوتَ العلا يعلو بهن إلى يعلى
لهم نسب طال الطوال لأنه
تسامى لطيارٍ مع الملإ الأعلى
أجلاؤكم أثنت أجلا عليهم
وذو الفضل بين الناس من يعرف الفضلا.
وقال العلامة الشاعر امحمد ابن الطلبة:
وفتيان صدق قد دعوت فبادروا
لمحمدة تغلو على كل بيِّع
من آل أبي موسى بن يعلى بن عامر
إذا شهدوا زانوك في كل مجمع
هم ما هم إن تدعهم لمضوفة
يجبك لما تهواه كل سميدع
على حافظ من عهد شربب حافظوا
على ملكه مثلِ المجرة مَهيَع
لآباء صدق ورثتهم جدودهم
مساعي ما من رامها بالمطوع..
سما نجل عبد الله سام بمجدهم
إلى باذخ ما إن يرام بمطلع
إلى جعفر حب النبي وابن عمه
هو الفحل من يكلف مساعيه يظلع
حلومهم أحلام عاد ودينهم
بنوه على الأس القويم الممنع
بنوه على نهج النبي محمد
فيا لك من نهجٍ هدىً متتَبع..
بني عامر أحسابَكم لا تُضيعوا
من أحسابكم ما كان غير مضيع.
وقال المختار بن حامد في جزء الحياة الثقافية من موسوعته معددا بعض مشاهير علماء هذه الأسرة:
“مدرسة آل اشفغ موسى: المختار بن اشفغ موسى وابناه محمذ والأمين، محمذ آب بن المختار بن أشفغ موسى. محمد الأمين بن محمذ آب وابنه محمد بن الطلبه. حبيب الله بن محمذ آب وبنوه وحفيده محمد محمود بن آب. محمد مختار الملقب أبوه بن حبيب الله بن محمذ آب. محمد الأمين بن أبوه وبنوه. محمذ آب بن أبوه وأحمد بن أبوه. محمد سالم بن أبوه. الشبيه بن محمد سالم بن أبوه. الشيخ محمد عبد الله بن محمد بن المختار بن أحمد تكرور بن محمذ آب. أحمد فال بن محمذ فال بن الأمين بن المختار بن أشفغ موسى. محمد مولود بن أحمد فال. مولود فال بن محمذ فال. أحميد بن الأمين بن المختار. محمذ بن أحميد. محمد موسى بن محمذ بن أحميد وبنوه محمد عبد الله وسيد أحمد والمختار. عبد الحي بن أحميد. عبد الله بن الأمين بن المختار. محمد مختار الملقب النون بن عبد الله بن الأمين وابناه الأمين ومحمد عبد الله. المجيدري بن حبيب الله بن الفاضل بن أشفغ موسى. أحمد تكرور أخو سابقه. محمد بن أحمد مولود بن المختار بن أشفغ موسى المشهور بمهراس العلم. عبد الله العتيق بن عبد الوهاب بن حبيب بن المختار بن الفاضل بن أشفغ موسى”. اهـ.
ويسعدني هنا أن أشير إلى أن آل أشفغ موسى يرتبطون بعلاقة متميزة بمشايخنا الشرفاء الصعيديين هي أظهر من أن تظَهَّر، وأشهر من أن تشهَّر بارك الله، وأن المترجم له ــ العلامة المختار بن أشفغ موسى جد لشيخنا الشيخ علي الرضى بن محمد ناجي حفظه الله ورعاه وحقق له في الدارين مسعاه.
كتبه محمدن ولد امد أمين الثقافة بالمنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وسيتوصل بإذن الله تاريخ موريتانيا الإيجابي بأمر من الشيخ علي الرضى أيده الله بنصره.