نظم المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يرأسه الشريف الشيخ علي الرضى بن محمد ناج الصعيدي، ندوة تحت عنوان: “نصرة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم” وقد نُظمت هذه الندوة في بلدة التيسير التي تقع في الضاحية الشمالية للعاصمة انواكشوط، وذلك مساء الأحد 4 جمادى الأخيرة من سنة 1437 للهجرة الكريمة، موافق: 13 /3 / 2016 وكانت محاورها كما يلي: أولا: نظمت ختمة للقرآن الكريم، وزعت على نحو ستين قارئا، بعدها افتتح القارئ الشاب علي الرضى بن المختار بن سيد المختار بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. وبعد ذلك كانت كلمةٌ ترحيبية بالجمهور الكريم مع الأمين العام للمنتدى، السيد محمد محمود ول بدي. ثم تلا ذلك كلمة رئيس المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الشيخ علي الرضى بن محمد ناج، وقد ألقاها بالنيابة عنه أمينُ المديح النبوي في المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى عليه وسلم، السيد محمد سالم بن النيه.
وهذا نص الكلمة: “بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى. أما بعد فهذه كلمة وجيزة موجهة إلى أحبابي في الله خاصة وإلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم عامة. يا أحبابي في الله أوصيكم على التعاون على البر والتقوى في جميع الأحوال قال الله تبارك وتعالى { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } صدق الله العظيم. يا أحبابي في الله كونوا على حذر من إذاية المؤمنين والمؤمنات بالزور والبهتان قال الله تبارك وتعلى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} صدق الله العظيم. يا أحبابي في الله حافظوا على الصدق واحذروا من الكذب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم عن الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا”. وقال الله تعلى { يَـٰأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} صدق الله العظيم. يا أحبابي في الله حافظوا على أداء الأمانات في كل زمان ومكان قال الله تعلى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} صدق الله العظيم. يا أحبابي في الله حافظوا على تقوى الله عز وجل في كل زمان ومكان قال الله تبارك وتعلى {وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم. وقال الله تبارك وتعلى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم. يا أحبابي في الله لا تغضبوا لغير الله واجتنبوا الغضب في أمور الدنيا ففي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوْصِنِي قَالَ: لاَ تَغْضَبْ فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ: لاَ تَغْضَبْ. وقال الله تبارك وتعلى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } صدق الله العظيم. يا أحبابي في الله خاصة ويا أمة محمد صلى الله عليه وسلم عامة، آن الأوان أن نتحد على تقوى الله عز وجل بفضل الله وعونه، هذا وإن الأمة المحمدية تمر بمرحلة خاصة في هذه الأيام وهي أمة شرفها الله وفضلها على جميع الأمم، وقد اكتسبت شرفها وفضلها من شرف وفضل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال كما في سنن ابن ماجه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : “أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ، وَلاَ فَخْرَ ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ الأَرْضُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ فَخْرَ ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ، وَلاَ فَخْرَ ، وَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ فَخْرَ”، صلوات الله وسلامه عليه، وهو صاحب المقام المحمود والحوض المورود، وقد وصفه ربه عز وجل في القرآن العظيم الذي أنزله عليه صلى الله عليه وسلم تشريفا وإكراما لمنصبه بقوله تبارك وتعلى { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} صدق الله العظيم. يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم إن الله قد فرض علينا تعظيم نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال تبارك وتعلى {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم. يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم من القمة إلى القاعدة ومن القاعدة إلى القمة الحذرَ الحذرَ من كل ما يمكن أن يفهم منه تنقيصٌ من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، واعلموا أن الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم كفر صريح يحبط الأعمال الصالحة ومن مات عليه مات كافرا والعياذ بالله تعلى من ذلك، وفيه خطر عظيم على صاحبه في الدنيا قبل موته ولا يمكن التسامح مع صاحبه لأنه من أعظم أنواع الردة عن الإسلام وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ” رواه البخاري عن بن عباس رضي الله عنه. ولكنَّ إقامة الحدود الشرعية تختص بالسلطان أو قضاته العادلين ولا تجوز إقامة الحدود لأفراد المسلمين دون إذن السلطان خشية الفتنة كما ذكره الفقهاء في كتبهم على اختلاف مذاهبهم وقال الله تبارك وتعلى مخاطبا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم. وفي الختام أشكر هذا الجمع الكريم الذي جاء لنصرة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من أماكن متفرقة جعل الله ذلك في ميزان حسناتهم كما أشكر السيد أحمد سالك بن أبوه على تحمله جميع مصاريف هذه الندوة جزاه الله عنا خيرا، وتقبل الله ذلك منه وجعله في ميزان حسناته وعمره في طاعته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أسير ذنبه المفتقر لعفو ربه علي الرضى بن محمد ناج رئيس المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد كلمة رئيس المنتدى كانت هناك محاضرة حول الهجرة الكريمة مع الباحث الأديب الشاعر السيد الحسين بن محنض، وقد أضاف إلى المحاضرة قصائد في المديح النبوي منها ما هو له ومنها ما هو للعلامة الشاعر الكبير جده المختار بن حامدن، رحمه الله تعلى. بعده توالى على منصة المنتدى كوكبة من فرسان المديح النبوي والنصرة حيث أُلقي هناك نحوُ عشرين نصا، وكانت نصوص الشعراء في هذه الندوة، يحاذي بها أصحابها مقطوعةَ رئيس المنتدى الشيخ علي الرضى بن محمد ناج التي قال يوم الخميس الماضي في النصح والدعوة إلى الاتحاد على الحق واتباع الهدى.
وقد ختمت الندوة بقراءة آيات من القرآن الكريم مع القارئ علي الرضى بن المختار بن سيد المختار. وقد استمرت الندوة لنحو ثلاث ساعات، وقدم فيها عَشاء فاخر، وقد حظيت هذه الندوة بتغطية إعلامية متميزة حيث حضرها عدة قنوات اعلامية، ونقلت بالمباشر على إذاعة انواكشوط الحرة.