الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه
وبعد فإن تاريخ موريتانيا الإيجابي يتواصل بأمر من الشيخ علي الرضى بن محمد ناجي حفظه الله ورعاه، وسننشر اليوم على بركة الله ترجمة للعلامة الشيخ محمذ فال بن متالي رحمه الله تعالى. والله المستعان وعليه التكلان .
لمرابط محمذ فال بن متالي
هو الشيخ الأجل، والعلامة المبجل، حامي حمى الدين، والذاب عن ذمار المسلمين، من طار صيته وشاع، وانتشر ذكره وذاع، وانتفع الناس بعلمه، وطبه وفهمه، مربي القلوب، ومجلي العيوب، العالم المؤلف اللوذعي، والولي الصالح الألمعي، غزالي ذلك الزمان، من أشبه في الفقه مالكا والنعمان، وحاز قصب السبق في التصنيف، وهو لفضله غني عن التعريف، نال في صباه “فتح الحق”، وأذعن لصلاحه وهيبته الخلق، واشتهر بالإسعاف والإنفاق، وانتظم له سلك “الأخلاق”، وما له من “تسديد النظر”، لأهل العلم والفهم بهر، وهو للمريدين “قرة العين”، يكشف عنهم الوساوس والرين، ودلهم إلى سبيل “سعادة المحيا والممات، المتضمن من الشيطان وحزب النجاة”، وحقيق لمن أم بحر المعارف الزاخرة، نيل “صلاح الدنيا والآخرة”، نفعنا الله تعالى بعلومه وفهومه، ونجانا به من شرور الدهر وهمومه.
هذا وقد ترجم للشيخ محمذن فال الكثير من العلماء والمؤرخين منهم الشيخ أحمد بن الأمين في الوسيط والمختار بن حامد في حياة موريتانيا ومحمد يحي ولد سيد أحمد في تحقيق نظم الشهداء،
ومن تراجمه كذلك ترجمته في كتاب فتح الحق الذي حققه الأستاذ أحمدو ولد فال بمراجعة العلامة الشيخ أحمدو ولد حابيب ولد متالي، وترجمة كتبها الأستاذ المصطفى بن حابيب بن أحمدو بن لمرابط محمذن فال بن متالي وهي أشمل ما وجدت من التراجم وأدقها وقد أهداني نسخة منها جزاه الله خيرا، وترجمة العلامة أحمدو بن حبيب الرحمن، ومنها ترجمة الدكتور يحي بن البراء في المجموعة الكبرى، ومنها رسالة تخرج الأستاذ الب بن محمذ بن زين سنة 1983م التي كانت بعنوان: الشيخ محمذ فال بن متالي حياته وآثاره، ومن هذه التراجم سقت ما سقت هنا باختصار، وعلى الله أتوكل وبه أستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين.
ينتهي نسب الشيخ محمذ فال بن المختار (متالي) بن محمذن بن أحمد بن أعمر بن أبج، إلى الشريف محمد أبي بزول بن إبراهيم بن شمس الدين بن يحي القلقمي، وينتمي لمجموعة ادكفودي التندغية بالحلف والوطن، قال معرفا بنفسه في بدء نظمه لأسماء الله الحسنى:
قال الفقير للغني المجيد = المغربي التندغي الفودي
الأبجي الاعمري الاحمدي = سمي صفوة الورى محمد
وقال تلميذه وابن أخيه حيمده بن انجبنان في نظمه المشهور “الجنان العالية في السيرة المتالية”:
فهاك تعريفا الإمام الفاضل = الأشعري المالكي الشاذلي
محمذ فال بن متالي الولي = هادي الهداة اللوذعي الحُوّل
السيد السميذع الحلاحل = من كان بحرا ما له من ساحل
وأمه جليت بالجيم المعقودة بنت محمدن بن حبيب بن أحمد بن يحيى بن أبج حيث تلتقي مع والده، ومعنى جليت بالولفية كثيرة الصلاة.
ولد مطلع القرن الثالث عشر سنة 1205هـ في بلدة “بوك”، على بعد ثلاثين كلومترا تقريبا إلى الشمال الغربي من مدينة روصو، ومكان مولده هو الذي ذكره الشاعر في قوله:
لحون العندليب بماء بــوق = أصيلا إذ تأنق في الغناء
بعثن إلي من طرب وشـوق = دفينا مات مذ ولى صبائي
وحجبه أبوه عن الناس مباشرة بعد مولده ، وحرص كل الحرص على أن لا تراه عين بشر، حتى تمضي عليه ستون يوما، وذكر العلامة أحمدو بن حبيب الرحمن في ترجمته له ، أنه لما عرض على المراضع ، لم يقبل منهن بعد أمه سوى اثنتين فقط هما خديجة بنت عبد الله وأخرى تسمى سعدى.
وكان والده المختار مشهورا بالصلاح والكشف، وغلب عليه لقب متالي، توفي وولده محمذ فال صغير في الثانية أو الثالثة من عمره، فتربى محمذن فال في كنف أمه وخاله مع أخيه الصغير انجبنان الذي ولد بعد وفاة أبيهما …
وكان أبوه قد أوصاها عند ولادته بحفظه ورعايته، وقال لها: “إن حفظته سيكون عالما ووليا وطبيبا” فربته والدته وفق ذلك فكان كذلك.
وقد تفرس فيه أخواله الصلاح ورأوا فيه أمارات النبوغ منذ صغره،
ويروى أن الولي الكبير حمدي ولد الطالب أجود قد رآه مع مجموعة من صبيان أبناء حيه فقال ما معناه “إنه سيكون له شأن كبير من أجله يحسده أشقياء كثيرون وبه يسعد كثيرون” .
وقد تواترت الروايات والأنقال أن الولي الصالح عبد الله “النهاه” بن المرابط سيدي محمود أخبر به قبل مولده ونظم في ذلك قصيدة يتوسل به فيها إلى الله تعالى والله تعالى أعلم ، ومنها قوله:
الشوق منذ زمان زاد بالبال = شوقي لأستاذنا محمذ فال
الكامل العارف الأديب سيرته = تقوى المهيمن غير خالي البال
وظهرت على يديه في صغره الكثير من الكرامات، يقول حيمده:
فكان من فضل الإله جلا = يلفى الطعام أين ما تولى
فكان يعطي الأهل حوت البحر = يقطر ماء بله ما كالتمر
وبدل الله لهم أشياء = بما من الرزق لهم قد شاء ..
وعن تعلمه وقصة الفتح عليه يقول حفيده الأستاذ المصطفى بن حابيب بن أحمدو بن لمرابط محمذن فال بن متالي: “والذي لا يختلف عليه اثنان من ذلك هو أنه لما بلغ المبلغ الذي يحفظ من بلغه من أمثاله فيه القرآن كان حافظا للقرآن مجودا له بالقراءة السائدة في محيطه وأنه مع ذلك لم يخط حرفا في لوح ولم يذهب إلى كتاب ولم يأخذ عن شيخ.
ولا شك أن حي أخواله الذين نشأ فيهم كانوا أهل علم وصلاح وورع وكانوا أهل عناية بالقرآن الكريم حفظا وتجويدا يعرف ذلك كل من يحيط بهم وما زال ذلك معروفا فيهم حتى اليوم.
وتجمع الروايات التي وصلت إلينا أنه لما بلغ حدود الحادية عشر من عمره ذهب مع لفيف من بني مجموعته فيهم زميله بن خالته محمدو “أمغر” بن حبيب إلى شيخ من شيوخ القبلة من مجموعة اكمليلن يسمى المؤيد بن مصيوب، فلما استقر بهم المقام عنده أخذ الشيخ متن الأجرومية لدرسه عليه ولكنه لم يفهم عن الشيخ درسه فجاءه يريد أن يعيده عليه فلم يقبل، ـ فوجد عليه ــ وقام من عنده.
وحدثني من أثق به عن الثقات عن من حدثهم عن الشيخ قال: فلما خرجت عن خيمة الشيخ المذكور ألهمني الله دعاء دعوت به وعدت إلى مقر أصحابي فعلمني الله جميع ما يدرس عند ذلك الشيخ، فلما اجتمعت مع رفقتي التي أتيت معها أخبرتهم بذلك، قال فامتحنوني فلما وجدوا ذلك صحيحا طلبت منهم الذهاب معي لتعليمهم فذهب منهم معي أخوالي وبقي بنو عمي مع الشيخ المذكور.
ولما عاد شيخنا من عند المؤيد تعلقت همته باللحاق بالشيخ المختار ولد بونه الجكني الذي كان في أخريات حياته في منطقة اركيز بالجنوب الشرقي من ولاية الترارزه حاليا وانتدب معه لذلك ابن خالته امغر، فلما كان في منتصف الطريق تقريبا وفي مكان على بعد بضعة كيلومترات من قرية تكنت الحالية نزلا للمقيل فنام الشيخ نومة طويلة لم يستيقظ منها إلا غروب الشمس، وعمد استيقاظه أخبر زميله بأن المختار توفي البارحة وأنه رآه في تلك النومة وأقرأه ما كان يريد أن يتعلم عليه فعادا الكرة إلى أهلهما.
وعلى كل حال فإن عامة من تحدث عن تاريخ الشيخ وتكلم عن سيرته لم يذكر أنه أخذ عن شيخ أو تتلمذ على أحد، والكل مجمعون على أنه بلغ ما بلغ من العلم والإستقامة في حدود عامه الثاني عشر، وأن علمه كان فتحا وهبة من الله تعالى لا منة لأحد فيه عليه، وقد وثق ذلك وأكده تلميذه ابن أخيه العلامة حيمد بن انجبنان بن متالي في نظمه (الجنان العاليه في السيرة المتاليه).
ويجمع العلماء والنقلة على أنه جلس للتدريس والفتوى والإرشاد منذ عامه الذي فتح عليه فيه ولم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، وأنه انثالت عليه طلبة العلم من مختلف البلاد وتلقاه الناس في المنطقة بالقبول فكانت أفواج طلبة العلم تفد إليه من كل وجهة، وكذلك كان قبلة المستفتين والمفتين على حد سواء فقل أن تحدث نازلة في المنطقة أو يتوقف عند معضلة إلا وكانت فتواه فيها وإجابته عليها الحكم الفيصل والكلمة الأخيرة”.
وكان العلماء في عصره يبعثون إليه بتآليفهم وفتاواهم بغية تقريظها وتسليمها فما قرظه الشيخ أو سلمه قبل، هذا في جانب العلم الظاهر أما في الجانب التصوفي وعلم الحقيقة فقد كان الشيخ مع كامل الاستقامة قطب العصر وإمام أهل الحقيقة في زمنه، رحل إليه الناس لتربية قلوبهم وتغذية أرواحهم، وكان رحمه الله تعالى شاذليا يلقن مريديه طريقة أبي الحسن الشاذلي بسلسلة محمد بن ناصر الدرعي، وكان ذا كرامات كثيرة ودعوات مجابة حملت إليه ذوي الحاجات المختلفة من المستشفين والمتكسبين وغيرهم”.
يقول الشيخ محمد المامي في نظمه لمختصر الشيخ خليل:
قد عرضه على الأعيان = كالعالم الأكدبجي الرباني
أنخت عنده بتيلماس = في الصيف والجمل ذو إخماس
ووضع الأصبع مرتين = على جميع المتن مرتين
وقال لا عيب به للمشتهي = إلا اختصاص سره بالمنتهي
قلت من اصله حوى ذاك الشمم = ومن يشابه أبه فما ظلم
ويقول حيمد بن أنجبنان في الجنان العالية:
فمن عجيب أمره حــال الكبر= منه وذا في عامه الثاني عـشر
أن كان في العلم والاستــقامه = ليس يبارى نعمت الكرامــه.
وقد استفاض خبر الشيخ محمذن فال وانتشر صيته، وصار عبرة لمن يعتبر، وعجبا لمن يتدبر، وانتظمت الخلائق، ترجو بركة دعائه انتظاما ، وازدحم طلبة العلم حول محلته ازدحاما ، ذكر بعض الباحثين أنهم يقدرون بستمائة أو يزيدون.
كانت المهنة الوحيدة التي هيمنت على حياة الشيخ ابن متالي وأخذت بمجامع قلبه ، هي مهنة التدريس ، شغف بتلك المهنة وهو شاب يافع ، وأولع بها وهو شيخ ، حيث وظف معظم عمره البالغ 82 عاما، يلقن العلوم الشرعية بكل فروعها تلقينا ، ويتفنن في نشرها تأليفا وتدوينا ، ولم يكن يريد من الدنيا أكثر من هذا ،
يقول حيمد بن أنجبنان في السيرة المتالي:
وما رأيناه من الدنيا يحب = سوى البنين والتلامي والكتب
وقد جسد هذا التوجه بتأسيس محظرته الكبيرة ، التي يعود إليها الفضل في نشر العلم والمعرفة ، خلال القرن الثالث عشر الهجري في ربوع البلاد عموما ، ومنطقة القبلة خصوصا .
وكان الشيخ محمذ فال ابن متال مولعا باللغة العربية ويوليها اهتماما خاصا ويحث طلبته على دراستها بوصفها هي أساس الدراسة الدينية.
لذا نشطت في محظرته دراسة دواوين الشعراء وخاصة شعراء الجاهلية.
وفي الحث على تعلم اللغة العربية والاعتناء بها يقول:
تعلم اللغة شرعا فضلي = على التخلي لعبادة الجلي
يؤخذ ذا من قوله: وعلما = آدم الاسماء الزم التعلما
وكان كثيرا ما يحث على طلب العلم ومن ذلك قوله:
وطلب العلم وجوبه شمل == جمع الذكور والإناث كالعمل
وتارك التعليم عاص أبدا == إن كان تركه بلا عذر بدا
وعذره طلب عيش لازم == أو اشتداد مرض ملازم.
وله في فضل وكيفية وحكم طلب العلم نظم بديع جدا أوله:
بسم الإله بدءا أولى ما اعتلق = بدء به كما به الهادي نطق
إلى أن قال:
هذا وفضل الفقه يبدي ما ترى = من قوله جل: “فلولا نفرا”
وقد روى “من يرد الإله به = خيرا يفقهه” البخاري النبه
وفيه قال عمر المؤيد = “تفقهوا من قبل أن تسودوا”.
وكانت للشيخ محمذ فال علاقات وطيدة بأعيان أهل زمنه كالعلامة أحمد بن العاقل وابنه محمذن والشيخ محمد المامي والعلامة محنض باب بن اعبيد والأمير محمد الحبيب. وقد نشأ في فترة نشأ فيها الكثير من الأجلاء كالشيخ محمد المامي والشيخ محمد ولد محمد سالم والشيخ سيدي قال الشيخ محمد عبد الرحمن بن أبو:
محنض والتسولي والشيخ الخضم = نزيل أيك وابن متال العلم
تعاصروا وصاحب اللوامع = بهم أرد داهم الوقائع.
وقد أثنى على العلامة الشيخ محمذن فال بن متالي الكثير من العلماء والشعراء والكتاب، يقول عنه الشيخ أحمد بن الأمين في الوسيط: (علامة جليل وصالح نبيل، أذعنت العلماء لعلمه، وتضلع كثير من الزوايا من معينه، وصار حرما آمنا يفر إليه الخائف فيأمنه..).
ويقول ولد أحبيب: (وحيد دهره في العلم والورع والعبادة والصلاح، أقر له بالفضل الداني والبعيد، وشهد له بالتصدر الحميم والعنيد)
ويقول حيمده:
هذا وماله من العلوم = لم يك يدريه سوى العليم
أما اعتقادي أنه كأشهب = أو مالك مجتهد في المذهب
أو مطلقا أو إن يريد مذهبا = من المذاهب به تمذهبا
فالله أعلم بكل ذلك = والله قادر على كمالك
فمبلغ العلم لنا أن صارا = ليس يبارى فيه أو يجارى
ويقول عنه العلامة محنض باب بن اعبيد:
المشكلات إذا أتتك فاغد بها = إلى ابن بجدتها محمذ فال
حلال معضلها وضاح مشكلها = جالي غياهبها فتاح أقفال
ونعته ابن حامد: (بأنه مدرس كل فن).
وقال عنه الدكتور يحي بن البراء في كتابه المجوعة الكبرى: “فقيه متميز ولغوي وصوفي كبير. يعتبر سنده الآن المصدر شبه الأوحد للطريقة الشاذلية الناصرية في منطقة الكبلة. فلم تعد لها طريق أخرى معروفة السند”.
ومع أن مؤلفات العلامة محمذ فال ولد متالي قد ضاع الكثير منها بسبب اقتحام الفرنسيين لمحلة آل أعمر أكدبيج في غارتهم عليهم بآحميم وإحراقهم لكتبهم ، فما زالت منها مجموعة كبيرة موجودة ، تؤكد أن عنايته بالتلقين الشفهي ، لم تجعله يهمل الجانب التأليفي ، بل حظي عنده هو الآخر باهتمام بالغ ، وكانت مؤلفاته تتنوع بتنوع معارفه ، كما كانت شاهدا حيا يحكي طول باعه فى العلوم التي ألف فيها ، ويعكس بعد نظره فيها.
ومن أشهر مؤلفاته : فتح الحق في حقوق الخالق والخلق في الفقه والتصوف، كتاب صلاح الأولى والآخرة في التفسير، قرة عين النسوان في العقيدة والسيرة والفقه، كتاب اختصار شهية السماع، نظم الأخلاق في شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم، نظم الشهداء، كتاب تسديد النظر شرح مختصر السنوسي في المنطق، الحميل بسعادة المحيا والممات المتضمن من الشيطان وحزبه النجاة. أما المقطوعات والأنظام في الأحكام والنصائح ، والإرشادات ، فكثيرة جدا.
وتصدر على الشيخ محمذ فال الكثير من العلماء والشيوخ منهم أبناؤه الأربعة: أحمدو، ومحمدو، وحبيب، وعبد الرحمن. وابن أخيه العلامة حيمده بن انجبنان التندغي، وابنا عمه أحمد ولد الحسن وغلام بن أحمد بن همر، وزميله وابن عمه أمغر وابنه أحمد، ولكبيد بن جب والحبيب بن محمدو اليحيويون، وأحمد بن أيوب والمصطفى بن بصري وأحمدو بابه بن حامدتو ومينوك ولد الطاهر التندغيون، ومحمد مولود بن أحمد فال وأبوه أحمد فال وأبو محمد بن مولود بن أحمد الجواد وصلاحي بن الشيخ محمد المامي والمختار بن ألما الشمشويون، وغالي ولد المختار فال البصادي، وعبد الله بن مختارنا ومحمذ فال ولد بوفر الحاجيان، والطبيب الشهير أوفى بن أتفغ مصر الألفغي.
ومن مشاهير العلماء الذين لهم علاقة خاصة بالشيخ محمذ فال العلامة يحظيه بن عبد الودود وله في زيارته قصص معروفة.
وبعد عمر حافل بالإصلاح والتعليم والتأليف ونفع الناس توفي لمرابط محمذ فال وهو ساجد في النافلة قبل صلاة العصر من يوم الإثنين، في شهر ربيع الثاني عام سبعة وثمانين ومائتين وألف هجرية ( 1287هـ ) عن عمر ناهز اثنتين وثمانين سنة. رحمه الله ونفعنا ببركته آمين، قال حيمد ولد انجبنان:
وقد توفي رحمة الرحمن = عليه في شهر ربيع الثاني
لنحو سبع وثمانين معا = ألف بعيد مائتين لمعا
ولثمانين وكاثنتين = عاش وكان الموت بالإثنين.
وقال تلميذه المختار بن ألما مؤرخا لوفاته:
(وأشرف) باب العلم والحلم والتقى = على الموت من موت الإمام المبجل
سلالة متالي الذي عاش (طائعا) = بعيد صلاة الظهر وسط التنفل
وقال أيضا:
أيا طالبا دنياك فابك وعول = لقد آذنت أحوالها بالتحول
سراج هداها نجل متال شمسها = (به شرف) الدارين صار بمعزل
وقال ابن احجاب:
(وشرفا) لنجل متالي الأغر = من علمه مع صلاحه ظهر.
وقد دفن بجانب والده بالمقبرة المشهورة “انوعمرت” رحم الله السلف وبارك في الخلف.
كتبه محمد ولد امد أمين الثقافة في المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وسيتواصل بحول الله تاريخ موريتانيا الإيجابي بأمر من الشيخ علي الرضى بن محمد ناجي أيده الله بحفظه وعونه ونصره.